الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

"العدوان على العربية، عدوان على الإسلام"

                 تلخيص كتاب " العدوان على العربية  عدوان على الإسلام "
            أعداء الإسلام يدركون اللغة العربية ومكانتها وأنها وعاء الدين    الإسلامي وخزانة تراثهم الروحي والعقلي وإنها مستودع حضارة المسلمين وحيوية دورها في إرساء دعائم الوحدة العربية المنشودة ومن ثم يعملون على استعباد العقول بإضعاف اللغة العربية وتوسيع الهوة بين الشعوب المسلمة وماضيها، الأمر الذي يفرض على القائمين على أمر اللغة، وكذلك الآباء والأمهات والمربين ضرورة حفظ اللغة العربية من التراجع وإنعاشها بجعلها لغة التعامل ولغة التعليم في جميع المراحل والأعمار. 

قال الثعالبي: من أحب الله تعالي أحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) ومن أحب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها وانطلاقا من هذا الحب وإظهار لهذا الاعتناء بلغتنا كان عرضي لهذا الكتيب الصغير في الحجم  إلا أنه كبير المضمون وعظيم الفائدة إذ يعد هذا الكتاب "العدوان على العربية عدوان على الإسلام " خطوة في طريق الدفاع عن اللغة العربية.


ومؤلف هذا الكتاب هو الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا وهو أديب مسلم شارك في العديد من المؤتمرات والندوات للدفاع عن اللغة العربية وله مؤلفات ذات بصمة واضحة في عالم الفكر والأدب، ومن أشهر كتبه : والعدوان على العربية عدوان على الإسلام وهو من الطبعة الثانية 12/2/2005، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.

يتميز الكتاب بصغر حجمه إذا لا يتعدى الستين صفحة، موضوعي إذ يحتوي على حقائق تاريخية والمؤلف تحدث في هذه النقاط الآتية:
-
قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم.
-
العدوان علي لغة القرآن.
-
لغتنا ليست ملكا لشعب بعينه.
-
تفرد لغتنا وتميزها.
-
حق أبنائها علينا.
                قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم .
    يتحدث المؤلف هنا عن قيمة اللغة وأهميتها وكيف الأسلاف عرفوا ذلك القدر فجاهدوا من أجل الحفاظ عليها وأراقوا على عتباتها نور عيونهم ليحفظوها بالتدوين، ولم لا ؟ أو ليست هي لغتنا التي حفظت علينا شخصيتنا عبر التاريخ ؟ وربطت شعوب أمتنا برباطها الوثيق؟ فهي الحصن الذي لاذ به العرب طوال خمسة عشر قرنا فصان كيانهم وحفظ شملهم ووحد كلمتهم، وهي فوق ذلك لغة قرآننا العظيم، ووعاء ديننا القويم ومستودع حضارتنا الزاهرة وخزانة تراثنا الروحي والعقلي.
ويقول المؤلف هنا : وهذا ليس أمرا خاصا بلغتنا وإنما هو شأن كل اللغات جميعا.
ويذكر المؤلف كيف  تم توحيد ألمانيا ، وكيف كانت إلى القرن التاسع عشر مقاطعات متفرقة إلى أن شعر قادة الفكر في ألمانيا بقدرة اللغة علي جمع الأشتات وتوحيد الأصوات، وكيف قام هردر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ينادي بأن اللغة هي الأساس .
ويشير المؤلف إلي أن أدباء هذه الحركة قاموا بلفت نظر شعوب الألمان إلى مآثر أسلافهم ونسجوا حول ذلك قصصا رائعة هوت إليها أفئدتهم، مما مهد الطريق أمام بسمارك " لتعبئة الشعور القومي ودفع الأمة الألمانية " نحو الوحدة الكبرى التي تمت على يديه.
ويري المؤلف أيضا  في أيرلندا مثلا أعظم من ألمانيا وتأثير اللغة في لم شملهم وجمع شتاتهم وكيف قام كرومويل القائد الإنجليزي بإعمال السيف في رقابهم - وقد كانت بريطانية تحتل أيرلندا -  وباع ما يزيد علي عشرين ألف  من شبابهم عبيدا في أمريكا ، وحاول محو شخصية الأيرلنديين بالقضاء على لغتهم حتى تم له ذلك .
ويذكر المؤلف كيف استطاعت أيضا اللغة العودة بأيرلندا بعدما وصلت إليه من الاندثار في الكيان البريطاني، وكيف قام أديبهم ببعث لغتهم من مواتهم، فلما استقلت أيرلندا قدر المواطنون دوره فكان أول رئيس لجمهورية أيرلندا ذلك المعلم الأديب الرئيس هو ديفاليرا.

                      العدوان على لغة القرآن

           ثم يتحدث المؤلف هنا عن أعداء الإسلام ومعاداتهم للأمة الإسلامية، ولما للغة العربية من أثر في العرب والمسلمين - فهي ليست فقط لغة قومية، وإنما هي أيضا لغة دينية - ورأي الأعداء أن السيطرة على الأقوام تكون بالعقول , وأن السبيل إلى ذلك إنما يكون بإضعاف لغة الأمة ومحوها حتى تبعد الشقة بين الشعوب وماضيها.
ويذكر المؤلف ما حدث في الجزائر من الفرنسيين وكيف فرض الفرنسيون اللغة الفرنسية على أبناء الجزائر وحاربوا القرآن على أنه كتاب العربية الأكبر وحارسها الأمين وركنها الركين، لولا تصدي أبناء الجزائر وعلي رأسهم الشيخ المجاهد عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين.
وينتقل المؤلف إلى الحديث عن مصر وما حدث بها من فرض الإنجليز اللغة الإنجليزية لغة التعليم من الابتدائية إلى نهاية التعليم العالي.
ويصف المؤلف الحال الذي وصلت إليه اللغة العربية في ذلك الوقت من الهوان وما وصل إليه المثقفون من الانسلاخ، ويذكر موقف ا لجلسة في البرلمان المصري طالب فيها أحد النواب بفرض اللغة العربية على المرحلة الابتدائية، وقام وزير المعارف وقتئذ بمعارضته ووصف الاقتراح بأنه غير محسوب ، ولكنه فشل في إقناع النواب.
ويذكر المؤلف أن السودان لم تكن أحسن حالا من مصر، وأنه لولا المعهد الديني في أم درمان ولولا المعاهد المصرية التي فتحت صدرها رحيبا لكان للسودان اليوم شأن آخر، وكان نفس الحال في كل الدول العربية.
ويشير المؤلف إلى أن الأعداء لم يكتفوا بهذا، ولكن تعددت أساليبهم، وكثرت افتراءاتهم، وروجوا لهذه الافتراءات حتى صدقها للأسف أبناء اللغة من بعض الأدباء الذين ساعدوا الأعداء بالترويج لبضاعتهم الراكدة، ويذكر المؤلف أساليب المتكالبين على اللغة فيذكر ثلاثة معاول للهدم هي:
1- إحلال العامية محل الفصحى.
2- إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي.
3- الضربات الخفية.


أولاً : إحلال العامية محل الفصحى.
       يورد المؤلف تحت هذا العنوان وقائع بعينها تدعو جميعا إلى نبذ الفصحى وإحلال العامية محلها، فيشير إلى مجلة المقتطف، ودعوتها إلى رجال الفكر ،
ويخص المؤلف سلامة موسى ـ بوصفه أول العرب المنادين بترك ونبذ الفصحى بالترجمة الثقافية ويذكر له مقولته: "كلما زادت معرفتي بأوروبا زاد حبي لها وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها، هذا هو مذهبي الذي أعمل له طوال حياتي سر ا ، وجهرا فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب".
ثم يذكر المؤلف حجج الدعاة إلى الأخذ بالعامية وإحلالها محل الفصحى، وهي:
أولاً : التباين بين لغة الخطاب و لغة الكتابة.
ثانياً : قصور الفصحى عن الوفاء بحاجات الحضارة المتجددة.
ثالثا: صعوبة الفصحى وتعذر إتقانها رغم الجهود التي تبذل.
رابعا: جمود الفصحى وعدم استعدادها للتطور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانياً: إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي
وهنا يتحدث المؤلف عن وسيلة جديدة للاعتداء على اللغة العربية، وهي استبدال العربية باللغة اللاتينية في الحروف، وكان أول المبشرين بهذه الدعوة ويلمور، ثم تلاه المواطن العربي الأستاذ عبد العزيز فهمي وتلاهما بعد ذلك الكثير حتى كان آخرهم سعيد عقل حيث أصدر كتابا بعنوان: يارا  "وهو ديوان شعر نظمه بالعامية وطبعه بالحروف اللاتينية في مطبعة أنطوان"  في بيروت.

ثالثاً: الضربات الخفية:
وينتقل المؤلف إلى الصور والأساليب الأخرى التي انتهجها أعداء اللغة، وهي تقسيم دراسة الأدب العربي علي أساس إقليمي فيصبح هناك أدب شامي وآخر عراقي وثالث مصري..
ودعوة ثانية للحض على العناية بالأدب الشعبي، ودعوة ثالثة هي الدعوة للشعر المنثور، ورابعة هي الدعوة للنحو المبتدع إلى غير ذلك من الضربات الخفية.


لغتنا ليست ملكا لشعب بعينه
ويؤكد المؤلف أن اللغة العربية ليست ملكا لشعب بعينه، وإنما هي تراث العرب والمسلمين جميعا على اختلافهم واختلاف ديارهم وأقطارهم، وأنهم أسهموا جميعا عبر تاريخهم الطويل في إقامة أركانها وإحكام بنيانها،وأعاده شملها وان هذا التراث لا احد يستطيع المد إليه بالتحريف والتبديل .
تفرد لغتنا وتميزها:
 ثم يقول المؤلف تحت هذا العنوان في حديقة اللغة العربية الغناء ويتفيأ ظلالها، ويشير إلى بعض من دقة تعبيراتها وبراعة التصوير، ويضرب أمثلة عديدة لهذا الأمر ثم يرد على من في قلوبهم مرض بما حدث يوم أن عادت المركبة القمرية التي أطلقها الأمريكان ، ورد الدكتور أحمد زكي في مجلة العربي ببحث قيم شائق مستفيضا عن هذا الحدث العظيم وكأنه هو الزائر.
ويعرج المؤلف في مقارنة سريعة بين اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية.

حق أبنائنا علينا:
ويختم المؤلف قوله بأن على الآباء والأجداد تناول هذه اللغة كاملة من غير نقص سليمة من غير عوج، وأن من حقنا نحن الأبناء علينا أن نسكت كل فاه داب على تشكيكنا بلغتنا الام ، وكذلك من حقنا أن نجعل تعلم هذه اللغة يسيرا لنا ولمن بعدنا ، وهذا لا يكون إلا بالممارسة والمحاكاة، وأن نحول دون صدور الكتب التي تدعو إلى التحلل من الفصحى، وتحض على الترخص في أساليبها، وبذلك تنساب لغة القرآن على كل شفاه، وتتردد على كل مسمع ويترنم بها في كل محفل .

                                      عمل الطالبة / حليمة محمد البركاتي .
                                     الرقم الجامعي / 341220010
                                                   (1)