الثلاثاء، 15 أبريل 2014

نموذج لمقال أدبي: فينوس



مقال أدبي ..
* باسم سكجها

لن تتكرّر فُرصة تكرار مثل هذه المقالة في حياتنا ، ففينوس (الزهرة) لن تقهر الشمس قبل مئة وستة عشر عاماً ، وهذه مساحة زمنية كفيلة بالقول إنّه لن يكون أحد من الأحياء اليوم كذلك مع الحدث المقبل !

وهي نجمة الحبّ ، والليل والسهر ، تظهر مع الغروب وتتلاعب مع القمر لعبة العشّاق الأبدية من اقتراب وابتعاد ، وتختفي مع شروق الشمس ، ومنذ بدء الخليقة ظلّ البشر يبنون حولها الأساطير ، ومنهم من اعتبرها نتيجة تزاوج الشمس والقمر، ومنهم من عبدوها وتفاءلوا فيها، وسمّاها العرب الزهرة...

ولو كان لها حبيب واحد لكان القمر بدون منازع ، فهي لا تغيب عنه سوى أيام قلائل ، وإذا كان لها من غريمة فهي الشمس التي لا تحبّها ولا تلتقي بها أمام عيون الناس سوى ساعات قليلة كلّ مئة وستّ عشرة سنة ، وبعدها بثماني سنوات ، لتعود من ثمّ إلى حبيبها القمر، ونحبّ أن نرى ذلك اللقاء في تلك الساعات القليلة باعتبار أنّ فينوس ، الزهرة ، تغيظ الشمس وتتحدّاها في ملعبها الذي يسمّى النهار...

صباح أمس كان ذلك اللقاء الاستفزازي ، لم تستطع فيه الزهرة أن تحجب الشمس ، فهي أضعف من أن تفعل ، ولكنّها استطاعت حجب جزء منها، ولعلّ ذلك كان كافياً لإشباع رغبتها في التحدّي ، وإظهار قدرتها على إثبات الوجود ، وبعد ساعات قليلة تعود فينوس إلى حبيبها الأوّل القمر ، ومنزلها الأوّل الليل...



فهي القصّة الأبدية الأزلية من التضادّات ، حيث الحبّ والكره ، والأسود والأبيض، والليل والنهار ، واللقاء والفراق ، والحياة والموت ، وقصّة قوانين الطبيعة التي تعبّر عن تكامل التناقض ، وقصّة الإنسان الذي مهما عرف عن هذا الذي يدور حوله ، ووصل القمر، واقترب من المريخ ، وعرف تفاصيل فينوس ، سيظلّ يعتبر مشهد الهلال الذي تتوسطه الزهرة صورة لعاشقين التقيا بعد فراق...

http://www.addustour.com  رابط الموقع 



منار عبد الله  راجح
Section :1
ID: 341220091