الاثنين، 7 سبتمبر 2015

نقطة لا ترى على الخارطة!!

قصة قصيرة
رؤى الزهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت صباحًا إثر مداعبة الشمس وجهها بلطفٍ وعنفوان، باسمة الثغر مشرقة المحيّا رغم الانكسار الذي يتنامى في ثناياها، تلملم أشلاءَ جُرحٍ سطّرهُ ليلُ الشتاءِ منذ شهرٍ أو ينيف. وما أغنى ليلى عن الحزن بساطهُا الأخضر، ثيابها الملونة، صوت العصافير، زرقة السماء وصفاء الضياء ورقة نسمات الهواء، لتخفي كساء الحزن الذي اكتسته!

شابٌّ لطيفٌ كان يتربّعَ وسط ساحاتها، ويقرأ من آياتِ الله آناء الليل وأطراف النهار، تصمتُ ليلى لتنصتَ لصوته، وتنتهي إلى قدميه، تعانق تربتها ظهرهُ وذراعيهِ كلما شعرَ بالتعب واستلقى إليها، كان يأوي إليها ولم يدرِ يومًا أنّها هي من تأوي إليه. استقرّ الحُزن في قلبِ ليلى حين استقرّ في أحشائها قيسُها منذ (شرٍ) مضى.

هجرتها نبضات الحياةُ كما هجرتها نغمات صوتُه، مرتلا كتاب الله، أو مترنما ببعض النشيد! للمكان ذاكرة تمتد بعمق التاريخ، وتتسع باتساع الجغرافيا.. تحسست ليلى امتداد آفاقها مع امتداد نظرات عينيه تتفكران في الآفاق، قلبها كيف كانت دمعاته، التي كان يرخيها خاشعا، تنسرب في أعماقها، لتحييه، بحياة لم يعرفها قبله، خطواته التي منحت كل ناحية منها اسمها وذاكرتها، تنهدت ليلى بعمق، وتأكدت أنها لم تعد مجرد نقطة لا ترى على الخارطة!!

 

 

"غمام "

قصة قصيرة
رؤى الزهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يستيقظ الطير (غمام ) في التاسعةِ كل صباح، عندما يكون جدّي قد أحضر رغيف الخبز الأول، ولم يعتد جدّي أن ينتهي رغيفه هذا دون مرور غمام، ولعلّ أحدكم تبادر إلى ذهنه السؤال نفسه، الذي اقتحم تفكيري بلا إذنٍ مسبق، لماذا أسموه غمامًا؟!

و سأزفّ إليكم بعض خبره، سألت جدّي عن السبب ذات مساء فتنهّدَ تنهيدةً عميقةً، شعرت بأنها لم تستطع أن تخفف عن صدره ثقل ما يحتمله، ثمّ قال بانكسار غريبٍ: كان هذا الطير العجيب يفرش جناحيه العظيمين كلما قدمت إلى محلّتي تلك (وأشار بيده نحو صخرة منبسطةٍ يجلسُ عليها كل صباحٍ ليتناول إفطاره المتواضع بتفوّق) فيحميني من الشمسِ ساعاتٍ طوالٍ حين أستلقي وأغفو بعد إفطاري، كنتُ أظنُّها غمامةً حائمة، حتّى جاء اليوم الذي اخترتُ أن أستلقي فيه وأتأمل السماء، فرأيتُ غمامًا يحلق فوقي رأسي فنمتُ مطمئنًّا، وهذا كل ما أذكر يا ابنتي.

كنتُ أنتظرُ المزيدَ عن غمام، إلا أنّ جدي كان متعبًا قليلًا، فاقترحتُ عليه أن يستلقي ليرتاح قليلًا، وأمسكتُ يديه اللتين تخللتهما الجروح وأنهكتهما التجاعيد، وظللتُ أتأملهما كما كان يتأمل عينيّ بعمق، ولم يلبث أن غطّ في نومٍ عميق، وتركتُ جدّي لينام بينما تهاجمني تساؤلاتي وغموض كل ما يتعلقُ بهذا الغمام!

 

انتظرتُ حتّى اليوم التّالي، وذهبتُ لاطمئنّ على جدّي، ولكنّي لم أجده على الفراش، فانطلقتُ خارجًا أبحثُ عنهُ .. فوجدتُهُ مستلقيا، بينما تحوم فوقه غمامةٌ عظيمةً تحجب ضوء الشمسِ عنهُ، أظُنُّها كانت غفوةَ جدّي الأخيرة، لأنه لم يبصرِ النور بعدها قط! 

مثلما لن تبصر النور أجوبة كل الأسئلة!

" عِناقك أصلح كل شيء "

قصة قصيرة
 
رؤى الزهراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عِناق يصلح كل شيء!!

 

وقف عدنان قرب الباب بانتظار السّكينة (الشّعور لا الأداة)، كان قد أقسمَ قبل وقتِ أن يصوم رُبع اليوم (٦ ساعاتٍ) عن الكلام. بعد خمس ساعاتٍ من الصمتِ كان يشعُر بالانتصار والقلقِ في آنٍ واحد، حين لاحت من بعيد أنوارٌ سيارةٍ غريبة، تصبّبَ عرقًا، إنّه نصف الساعة الأخير، لا يستطيع استقبال الضيوف الآن، لو انتظر الرجل ساعة أُخرى فقط !!!

لم يكن كل هذا القلق والتوتر إلا لأجل الصمت، فقد كتب عدنان مقالًا عن الصمتِ مُنذُ عامٍ ونصف، نشرتهُ صحيفة عكاظ على أنّهُ مقال الأديب الضيف لهذا الشهر، قبل أن تتوافد الرسائل -الساخرة في معظمها- على بريده الإلكتروني:

- أحسن لك تسكُت، انت بالله عُمرك جرّبتُه ذا اللي بتتكلم عنّه اللي تسميه الصيام عن الكلام؟ يا عمّي انت اللي سويته خليت زوجي نفسية، صار الرجال ساكتين يفجع سكوتهم، انت بالذات يا سيّد عدنان أكثر آدمي شفايفه تشتاق لبعض من كثر ما تتكلم!!

- أستاذ عدنان جرّبتُه انت؟

-باب النجّار مخلوع!!!!

- أستاذ عدنان مقال شديد البلاغة.

تجاهل الواحدة، قرأ الثلاث الباقيات، قرّر أن يراقب نفسه في اليوم التّالي، ثُمّ حين استيقظ من النوم صباح اليوم التّالي، نظر إلى شاشة هاتفه ليتأكّدَ أنّ به ما يكفي من الطاقة ليوم كامل، لمس شاشة هاتفه الآيفون، واختار مسجّل الصوت، لمس زرّ التسجيل عند الساعة ٩ صباحًا، وضع الهاتف في جيبِهِ وأوصل سمّاعته ولاقط الصوت بالهاتف ثُمّ ذهب إلى مقرّ عمله، حاول عدنان ذاك الصبّاحَ أن يبدو طبيعيًّا ويتحدث ككُلِّ يوم، ضحك كثيرًا وكان مُتحمّسًا جدًّا ليعودَ إلى منزله ويقوم بدراسة تسجيل يوم عمل كامل.

وصل عدنان أخيرًا إلى المنزل ووجد هاتفهُ قد أغلق التسجيل عن الساعة التاسعة وخمس دقائق!! غضب كثيرًا وحاولَ تذكُرَ ما حدث، لكنه لم يستطع لشدة الغضب أن يتذكّر شيئًا، وبدأ صيامهُ من الساعة الثالثة عصرًا ...

اقتربت من الباب خطواتٌ مبعثرة، فزع والتصقَ بالجدارِ خلفهُ، ثُمّ حاول أحدُهم دفعَ البابِ بقوّة ثُمّ فُتح الباب!! صرخ عدنان بصوت عالٍ وصرخ معهُ أخوهُ ووالدته العائدان من السفر، تذكّر عدنان الآن من أفسد تسجيلهُ صباحًا.. كانت والدته تتصل لتخبره بموعد وصولهم، ضحكَ كثيرًا وعانقها وقال في خضم العناق: أمّي أفسدتِ خُطّة  يومٍ كاملٍ ثُمّ أفسدت صيامه، لكنّ عِناقك أصلحَ كُلّ شيء .

قمر!

"قمر"
قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رؤى الزهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رُزِقتُ اليوم بابنة جميلة، غيرَ أنّي حزينٌ جِدًّا لأنّها كانت أُنثى، أُمّي قست عليّ كثيرًا حينما رأت وجهي مُسودًّا بعد ما أخبرتني بما ظنّتهُ بُشرى!! أن أصبحتُ أباً لبنتٍ، هي أكثرُ ما تمنّيتهُ طول عُمري، لكنّ ذلك حدث بالشكل الذي لا أُريد.

اصطحبتُ زوجتي قبل شهرٍ من اليوم، لنطمئنّ على الجنين ونعرف جنسه ؛ أخبرتنا الطبيبةُ يومها أنّ زوجتي تحملُ طفلة، كان يومًا سعيدًا لا يستطيع الكلام أن يفيه حقّهُ من الوصف، ستلدُ زوجتي اللطيفةُ ابنةً جميلة، ظللتُ أفكّر: يا تُرى هل ستُشبههُا أو تشبهني أنا؟ أو حتّى أمّي؟ أو أمّ والدتها التي لم يسبق لي لقاءها، فقد توفّاها اللهُ قبلَ أن أتزوّج ابنتها، تمنّيتُ لحظتها لو أنّها حيّةٌ تُشارِكُنا الفرحة والسرور. بعدها أوصلتُ زوجتي للبيت وذهبتُ لأشتري لها قطعة من ( التشيز كيك) الذي تفضله، ثمّ اشتريت باقةً من الورد وعُدت للمنزل، وجدتُ زوجتي تحادثُ أُختها على الهاتف وتستشيرهُا ماذا ستسمّي ابنتها، رمت الهاتف حين لاحظت ما كُنتُ أحملُ في يدي وعانقتني وهي تضحكُ بشدة، كان عناق العائلة السعيدة، الابنةُ بين والديها حتّى ونحنُ لم نرها بعد!

أكلت زوجتي ما جلبتُ معي ثمّ شعرت بالخمول الشديد فقررت النوم، كنت أسابق الوقت لأنعم بلعبة مع ابنتنا في أحلامي..

-أحمد، قالت زوجتي.

- نعم 

- أتذكُرُ حين اتّفقنا أن تُسمي انت الولد ويكون اسم البنت من نصيبي أنا؟

- طبعًا

- أحمد .. أودّ تسميتها باسم والدتي المتوفّاة.

- والذي كان؟

- قمر 

- أمل أرجووووك أيّ اسمٍ آخر إلّا قمر ..

- ...!

- أرجووووك أمل (وفي ثوانٍ تحوّلتُ لطفلٍ صغيرٍ وبدأتُ أجهشُ بالبكاء) 

كان منظرًا مخيفًا لم تنتظرهُ أُنثى مثلها، قمتُ من السريرِ أبكي كالأطفال بصوتٍ عالٍ ولم يردع بكائي أي شيءٍ سوى الماء الذي كنت اسكبه من المغسلة على وجهي، وحاولتُ جاهدًا أن أتوقّف لكن بلا فائدة، بعدها بساعاتٍ طرقت والدتي الباب: دخلت لترى وجهي المخيف وتتركني كما اعتادت جانبًا –في مثل هذه الحال- وذهبتْ لاحتضان زوجتي!

 أغلقتُ الباب وذهبتُ لغرفة استقبال الضيوفِ واخترتُ زاوية لأبكي فيها، ونمتُ هناك حين أعياني التعبُ صباحًا، استيقظتُ عصرًا وبحثتُ عن أمي وأمل، فوجدتُهُما في الحديقة تتحدّثانِ عن كتابٍ قرأتهُ أمل عن تفسير سورة القمر، تمالكتُ نفسي وبدّلتُ ملابسي ورششتُ بعض العطر ثُمّ نزلتُ إليهما، قالت أمّي: أحمد تعال إلى هنا، لا تنظُر لوجهِ أمل أبدًا، وقل لي: ماذا حدث ليلة البارحة؟ سكتّ وأشحتُ بنظري للعُشب.

- أمّي! فقط أنا لا أودّ أن تسمي ابنتي قمرًا، هل أنا مخطئ؟ 

- ليس عدم رغبتك خطأً، الخطأُ أنّك لم تُبرّر ذلك ...

- أمّي.. لقد أفزعتُ أمل ليلة البارحة، ولم أُبرّر لها شيئًا ولا أستطيعُ ذلك الآن وإلا عدت لما كان بالأمس.

- أحمد! أقسم أني لم أغضب من تصرفك، رغم فزعي -قالت أمل- لكن لديّ سؤالٌ وحيد: هل كان لك حبيبةٌ تحمل ذات الاسم فلمس الاسم جرحا؟ 

- أقسمُ بالله أنّهُ صديقٌ (وبدأ الدّمعُ بالهطولِ مُجددًا). 

- أمي: أحمد هل تسمعني جيّدًا، ألن تنفكّ محبوسا في طفولتك البلهاء؟!!! 

- أنا: أمل اسمعيني جيّدًا هلَّا اخترت اسمًا آخر؟

- أمي: أحمد، والله لأغضبنّ عليك إن لم تُسمها قمرًا.

وقفتُ وركضتُ سريعًا نحو غرفتي، جلستُ على السرير أبكي وأتذكرُ جيّدًا، طفولتي البلهاء!! حين مات أبي وهو يضع رأسهُ على فخذي في الحديقةِ ونحنُ نراقب القمر، بعدها صار القمرُ صديقي الوحيد. طالما كنت أبكي لحزن أمي ولقسوتها عليّ، ثمّ أهرب من البيتِ أبحثُ عن القمر وعلى يدي حرقةٌ، وأحيانا كنتُ أنزفُ دمًا!

كان القمرُ هُناك يسمعني جيدًا وينظر لدموعي ويصدقني، وحده كان يرى كل شيء، كان يغيب أيّامًا، يحيط به السواد، وأغرق أنا في الوحشة، وكنا ننمو معا! كنّا نعلمُ أنّنا ضعيفين جدًّا أمام الحزنِ ورغبات أمهاتنا، أنا وهو. وكبرتُ أتذكّرُ الحُزن الذي يجمعني بالقمر دائمًا، فيوم وفاةِ والدي لم أستطع أن أرى قمري، وكانت أمي حاملًا باختي قمر، التي ماتت اختناقا من البكاء وعمرها لم يتجاوز الشهرين بعد!! كان اسم قمر يختزِلُ الحُزن في جوفي والوحدةَ، لم أشأ أن أفقد قمرًا آخر بعد ذلك، لكنّ أمّي أصرّت.

حدثَ فيما بعدُ وهي على سرير المشفى، قالت زوجتي لأمّي: ابنك مصابٌ بعقد نفسية، لن أستطيعَ أن أعيشَ معهُ على هذه الحال، سآخُذ طفلتي، وأنتقل للعيش مع أختي حتّى أجد شقة مناسبة.

هكذا تحقّقت كُلّ نُبوءاتي يا ابنتي الحبيبة، أيها القمر الذي لن يكتمل بين يدي كما حلمتُ، سأهرم يا ابنتي في وحشتي، بانتظارِ اليوم الذي آفلُ مثلك مع الآفلين؟!

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

الانحراف السلوكي والصراع مع الذات.


 

رنا غروي

الانحراف السلوكي والصراع مع الذات.


جميع المجتمعات تعاني من الانحراف السلوكي و هو : سلوك سئ يصدر من الشخص و يعود عليه و على غيره بالضرر . و هناك العديد من الأسباب المؤدية له سيتم مناقشتها مع ذكر أسباب العلاج المناسبة .


كما ذكرنا ان للانحراف أسباب كثيرة و أعتقد ان أكثر الأشخاص المصابون به يعانون من تفكك أسري و لا أقصد بالتفكك الاسري الأنفصال ، التقليل من شأن الفرد و التوجه إليه بألفاظ غير مناسبة من قبل أسرته يعتبر أيضاً تفكك . و من العواقب الناتجة عن ذلك الانحراف و غيره من السلوكيات السيئة . في بداية الامر قد يكون الانحراف غير ظاهراً    (  أي انحراف الفكر ) و مع مرور الوقت و عدم مداركة الامر قد يصبح الامر خطيراَ على الفرد ذاته و من حوله من الأشخاص .  يعاني الشخص المصاب بالانحراف الفكري بمصارعة  ذاته ، و الخوف ، و التردد من التمرد . و لو يتدارك الشخص المُصاب في هذه الفتره قد تكون احتمالية معالجته للأمر كبيرة جداً .


و لكن غالباً ما يتحول هذا الانحراف الخفي ( الفكري ) إلى انحراف ظاهر متمرد يدمر ذات الشخص و يزعزع دينه ، و هذه أكبر عاقبة  سيئة من عواقب الإنحراف و عادة ما يُصاب الإنسان بالانحراف في عمر الشباب و هي أعز فترة للإنسان و إذا خسر الإنسان شبابه خسر عمره . قد يتأثر المجتمع تأثراً كبيراً بذلك .


مما تستهدف الأمة في أغلى مدخراتها و يتحول شبابها للهدم لا للبناء ، و بذلك تفقد مقومات النمو و التطور لحاضرها ، و عوامل بقائها في مستقبلها . و في هذه الحالة لا يحق لنا ان نشاهد ضياع أشخاص بدون محاولة  صلاحهم ، او تعزيز التوعية التي قد تؤدي إلى هدايتهم و ردهم من طريق خاطئ و مصير مُبهم مليء بالظلام .


 
قد تساعد نشر العقيدة الصحيحة في كافة مجالات التعليم و التوجيه  ( المساجد ، و الوسائل الإعلامية ، و التأليف و النشر ، و نطاقات التعليم ) إلى المساهمة  في مساعدة الأشخاص المصابون بانحراف خفي ، و ذلك بردهم للطريق الصحيح ، و في هذه الحالة قد يقلل من انتشار الأشخاص المصابون بالانحراف بشكل اكبر . الرعاية و الاحتواء من قبل الأهل تلعب دور كبير في معالجة الكثير من المشاكل النفسية و السلوكية و لا سيما الانحراف . قد يكون بيدنا مساعدة الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مختلفة و سلوكيات سيئة  في حياتهم ، و قد يكون بيدنا ايضاً المساهمة في ردهم الى العيش بحياة طبيعية مليئة  بالأمان و الاستقرار . لا يحق لنا أن نظهر لهم المعاملة السيئة بمجرد إنهم أشخاص مائلون عن السلوك الصحيح . كما قال عن النبي – صلى الله عليه و سلم - : ( كل ابن آدم خطاء ، و خير الخطَّائين التوّابون ) بل على العكس يجب علينا مساندتهم و تقديم العون لهم و إرشادهم بكافة الأشكال .

 

 

التمريض: منظور اجتماعي



          يعتبر التمريض من التخصصات الصحية المهمة التي لا يمكن التخلي عنها في جميع المستشفيات ، ولكن للأسف تعتبر نظرة المجتمع تجاهها في هذه الأيام نظرة سلبية جداً ، تصنفها من أبشع المهن ممارسة.
ومن الأسباب التي أدت إلى هذه النظرة ، قلة كفاءة بعض العاملين في هذا التخصص ، إساءة التصرف والتعامل من قبل بعض الممارسين لهذه المهنة ، وأيضاً عادات وتقاليد بعض العائلات التي ترى من التمريض بيئة فاسدة للعمل .
 ولتغيير هذه الفكرة المرتبطة بالتمريض يجب على العاملين في هذا المجال أن يكونوا ذو كفاءة عالية أكاديمياً ، و أن يحسنوا التصرف مع المرضى والمراجعين و الزائريين  ، التقليل أو الحد من كثرة اختلاط الجنسين في المستشفيات ؛ مراعاةً لبيئة المجتمع السعودي ، زيادة المراقبة الذاتية ومراقبة الله في كل شيء وأخيراً الإخلاص في العمل .
 ويحتاج التمريض السعودي دعم كبير جداً من الإعلام السعودي خاصةً ، لأن من خلاله يمكن تغيير فكرة التمريض السيئة لدى المجتمع بصورة أسرع من أي وسيلة أخرى .
وأخيراً أرجو أن تتغير نظرة المجتمع السعودي لهذا التخصص الإنساني و إعطائه حقه كأي  مهنة أخرى كالطب والهندسة وغيرها من التخصصات ، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق وسائل الإعلام وتقوية العزيمة والإصرار على التغيير .




بدرية ولي

وجوه التكيّف مع الحياة الجامعية *.


عمل الطالبتين :
خلود خالد السلمي , 1B
351220510
بدرية احمد الكعبي , 1A
 عندما يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية العامة , فإنه سيخوض تجربة جديدة ومهمة لمستقبله ألا وهي الحياة الجامعية , و تعتبر أكثر مسؤولية له و تبرز فيها شخصيته وسيكون هناك تفاعل أكثر من ذي قبل مع المجتمع الذي يحيط به .
وغالبًا ما تكون الحياة الجامعية هي أفضل مرحلة ؛ بسبب أن الطالب يكون قادر على الاعتماد الكلي على نفسه وتحديد مسار حياته . وسيواجه الطالب أمور ستؤثر فيه سلبًا وإيجابًا لذا على الطالب أن يبني شخصية قوية غير قابله للتأثر من الخارج , وأن يكون هدفه النجاح والحصول على مرتبه مشرفه للحصول على الحياة الكريمة .

 وبناءً على ما حصلنا عليه من معلومات مِن مَن كانت لهم تجربة في الحياة الجامعية أن هناك أمور أثرت فيهم إيجابياً ومع وجودها إلا أن هناك أمور سلبيه لا زالوا يبحثون عن طرق لتفاديها .

_____________________________________
*  ( تم هذا الاستطلاع بناءً على أسئلة طرحت على بعض الطالبات )

 ومن الأمور الإيجابية التي يجدها الطالب في الحياة الجامعية :

1-                   الحرية في صنع القرار .

2-                   القدرة على المشاركة في الأنشطة الطلابية والنشاطات المختلفة .

3-                   اخذ الوقت الكافي للمذاكرة بين كل فترة اختبار.

4-                   ابتداء الدوام عند الساعة التاسعة .

5-                   قدرة الطالب على إعادة اختبار المادة في حاله حملها .

6-                   السعر المعقول للوجبة 5 ريال وهو في متناول الجميع .

7-                   نادي القراءة .

8-                   توفر شبكة الإنترنت المفتوحة .

9-                   المسابقات وحضور الشخصيات من خارج الجامعة .

10-             تعاون الطلاب فيما بينهم .

 

وهذه الأمور تساعد على انتماء الطالب للجامعة , ومع هذه الإيجابيات إلا أن هناك سلبيات تؤثر سلبًا على الطالب ولابد له من أن يجد حلول لها , منها :

 

 

1-         أنه إذا لم يتجاوز مادة فإنه يعيد الترم كامل ؛ بسبب ماده واحده .

2-         عدم توافر مواصلات رغم بُعد الجامعة .

3-         عدم معرفة الطلاب بحقوقهم بشكل واضح .

4-         حرمان الطلاب من المكافأة بسبب المعدل (رغم حاجتهم لها) .

5-         دخول الطالب بعد مرور خمس دقائق من وقت الاختبار يعرضه للحرمان من الاختبار .

6-         عدم وجود حرم جامعي (للطالبات) .

7-         وجود أكثر من اختبار في يوم واحد .

8-         تكليف الطالب بأكثر من إنجاز في الوقت نفسه وذلك يؤدي للضغوط النفسية.

9-         ضعف اللغة لدى بعض الطلاب يسبب مشكلة في التواصل مع المسؤولين .

10-   في بعض الجامعات لا يتوفر سكن للطلاب .

11-   عدم وضوح طريقة تقسيم الدرجات .

12-   عدم السماح للطلاب بترتيب جدولهم الدراسي .

13-   صعوبة الوصول للعمادة .

14-   البرد الشديد .

 

رغم وجود العديد من السلبيات إلا أن هناك بعض التوصيات التي تساعد في الحد منها :

·      أن يكون متاح للطالب تنسيق جدولة بحيث أن لا يتأخر في الخطة الدراسية .

·      توفير مواصلات بسعر معقول .

·      توضيح حقوق الطالب من أول يوم له .

·      مراعاة ظروف الطلاب من الجهة المادية .

·      معرفة الطالب بالحد الأقصى لدخول الاختبار .

·      مراعاة نفسية الطالب بالتخفيف عليه من التكاليف .

·      مراعاة مستويات اللغة لدى الطلاب .

·      توفير سكن للطلاب .

·      إيضاح بعض الأمور للطلاب بما فيها الدرجات (الحضور والغياب والمشاركة )

·      تسهيل أمر الوصول للعمادة .

 

وفي الختام نحمد الله الذي وهبنا عقلًا مفكرًا ولسانًا ناطقًا نعبر به عما يدور بخواطرنا تجاه كل ما يواجهنا . ويظهر لنا انه على الطالب أن يهيئ نفسه جيدًا وان يكون قابل للتقبل وتغيير ما يواجهه من مشاكل , وعليه أن يغتنم جميع الفرص في الحياة الجامعية , وان يكون شخصًا منتجًا و معطاءً يشارك الجميع .