الاثنين، 7 سبتمبر 2015

نقطة لا ترى على الخارطة!!

قصة قصيرة
رؤى الزهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت صباحًا إثر مداعبة الشمس وجهها بلطفٍ وعنفوان، باسمة الثغر مشرقة المحيّا رغم الانكسار الذي يتنامى في ثناياها، تلملم أشلاءَ جُرحٍ سطّرهُ ليلُ الشتاءِ منذ شهرٍ أو ينيف. وما أغنى ليلى عن الحزن بساطهُا الأخضر، ثيابها الملونة، صوت العصافير، زرقة السماء وصفاء الضياء ورقة نسمات الهواء، لتخفي كساء الحزن الذي اكتسته!

شابٌّ لطيفٌ كان يتربّعَ وسط ساحاتها، ويقرأ من آياتِ الله آناء الليل وأطراف النهار، تصمتُ ليلى لتنصتَ لصوته، وتنتهي إلى قدميه، تعانق تربتها ظهرهُ وذراعيهِ كلما شعرَ بالتعب واستلقى إليها، كان يأوي إليها ولم يدرِ يومًا أنّها هي من تأوي إليه. استقرّ الحُزن في قلبِ ليلى حين استقرّ في أحشائها قيسُها منذ (شرٍ) مضى.

هجرتها نبضات الحياةُ كما هجرتها نغمات صوتُه، مرتلا كتاب الله، أو مترنما ببعض النشيد! للمكان ذاكرة تمتد بعمق التاريخ، وتتسع باتساع الجغرافيا.. تحسست ليلى امتداد آفاقها مع امتداد نظرات عينيه تتفكران في الآفاق، قلبها كيف كانت دمعاته، التي كان يرخيها خاشعا، تنسرب في أعماقها، لتحييه، بحياة لم يعرفها قبله، خطواته التي منحت كل ناحية منها اسمها وذاكرتها، تنهدت ليلى بعمق، وتأكدت أنها لم تعد مجرد نقطة لا ترى على الخارطة!!

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق