الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

(أقصوصة) ألزهايمر، غازي عبد الرحمن القصيبي


الطالبة : وئام عبد العزيز تكروني
*لخص بلغة الكاتب
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يقف يعقوب العريان امام بائعة العطور ليشتري زجاجة مع عطر زوجته المفضل (إكسنتركس), تسأله البائعة ماذا يريد ويحاول عبثا تذكر الاسم , تحاول البائعة مساعدته على التذكر إلا أنه يعجز تماما عن تذكر اسم العطر , عطر زوجته المفضل. بعد دقائق احمر فيها وجهه, وبدت عليه كل علامات الاضطراب , غادر المتجر وهو يعد البائعة , التي تبتسم بعطف بأن يعود إليها ومعه الاسم مكتوبا".

 

يتناول الكاتب غازي القصيبي في بداية الكتاب كيف اخفى السيد يعقوب العريان الامر عن زوجته وأولاده , ويعزي ذلك الى ان الامر كان مجرد شك , وأن ذاكرته كانت كما عهدها , كان يتذكر كل ما اراد , ثم بدأت الأمور تتغير , فلم يعد كما كان ولا ذاكرته كذلك , حتى تفاقم الامر فشد رحيله الى طبيبه البروفسور جيم ماكدونالد , رئيس مركز ألزهايمر في جامعة جورج تاون.

مع ذكر عدم رغبته بإزعاج افراد اسرته بهذا المرض , ورغبته في قضاء بقية ايامه في أحسن مصح لمرضى ألزهايمر في العالم. لان الانسان حتى لو كان يحب أحد حب جم , فإذا اختفى ما يحبه في ذلك الشخص , ألتفت الى شخص اخر وبحث عن ما يحب.

***

يقوم السيد يعقوب العريان بإرسال الرسائل الى زوجته العزيزة السيدة نرمين العريان , تارة يخبرها عن مستكشف هذا المرض (آلويس ألزهايمر) , في سنة 1906 وهو يشرح مريضا اكتشف تلفا من نوع خاص في خلايا المخ. ولكن قبل ان يحصل الداء على اسمه كان يعرف عند العرب باسم (الخرف) أو (العته).

"هذا المرض باختصار خلل في خلايا ألمخ , يبدأ بضعف الذاكرة ثم اختفائها وينتهي بالوفاء , مرورا بأعراض أخرى كثيرة أليمة".

وتارة يقول : "عندما يصاب الإنسان بمرض لا يشفيه سوى الموت فم الطبيعي أن تدور خواطر الموت في ذهنه بين الحين والحين" , مع ذكر ان حالة الكآبة شيء مألوف في ضيافة هذا المرض , وأنها تأتي وتذهب , بسبب وبلاسبب , وقد تطول وقد تقصر.

***

"منذ دخولي هذا المكان وأنا أتعامل مع الحياة بفلسفة جدي الذي عمر حتى تجاوز التسعين دون أن يصاب بِعَتَهٍ أو خَرَف".

تهاجمني ذكريات الماضي بإصرار , كما تهاجم المفترسات على صيدها , سبحان الله! هل للذكريات حياة ؟  هل تشعر انها بعد حين لن تجد مأوى في الذاكرة فتضطر إلى الهيام شريدة بلا ملجأ , اصبحت اعلق في ذكريات (المرة الاولى) , وهل يهم ذلك ؟ فأنها تجيء ثم تتملص وتهرب قبل ان تتكتشف.

يبدو أن نسيان الأشياء السيئة ليس أمر سيئاً , تخيُل أن الشخص من الممكن ان يستيقظ وهو لا يذكر أي امر سيء , يصحو بذاكرة نضيفه لا يشوبها منغصات.

***

سأحدثك يا عزيزتي عن مراحل ألزهايمر وما يحدث في كل مرحلة.

"في بداية الرحلة  الاولى يبدأ المريض نسيان مواعيده , ولا ينتبه إلى مرور الوقت , ولا يتذكر أحداث الماضي القريب , وفي نهاية المرحلة ينزع إلى العزلة والانطواء ويتفوه بجمل لا تحمل معنى محدداً وينسى الكثير من الكلمات التي كان يعرفها. وتبدأ المرحلة الثانية بعجز المريض عن القيام بأمور يدوية مثل شبك الأزارير كما يجد صعوبة في فهم الكلمات , ويظهر(وهذا غريب جداً) رغبته الجنسية على الملأ ولا خجل , وتنتهي هذه المرحلة والمريض في حاجة إلى من يساعده في الحركة , ويعاني من نوبات من الغضب والإحباط. أما المرحلة الثالثة فتبدأ بعجزه عن القيام بما يقوم به الإنسان الطبيعي في دورة المياه (وهذا تعبير مهذب عما يحدث!) وتنتهي بأن يصبح كومة بشرية لا تستطيع القيام بشيء (أي شيء!) من دون مساعدة الآخرين".

من الممكن ان يصبح الانسان خضارا بشريا شكله شكل الانسان إلا ان عقليته عقلية حبة طماطم او كوسة , أهناك افجع من هذا ؟ أليس الموت أرحم ألف مرة ؟ لا تستطيع التحكم في وظائف جسمك الطبيعيه , وكأنك طفلا ر ضيع.

إذا ذهب العقل ذهبت الكرامة , هذه حقيقة يعبر عنها بدقة متناهية المثل الشعبي الذي يقول : " إذا أخذ ما وهب , سقط ما وجب" وأول الساقطين الكرامة البشرية.

" لا كرامة لحيوانات ولا خضروات ولا خضروات بشرية. صدقيني إذا قلت أني اعتقد أن الموت أفضل ألف مرة من عيش الخضروات البشرية".

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق