الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

الانحراف السلوكي والصراع مع الذات.


 

رنا غروي

الانحراف السلوكي والصراع مع الذات.


جميع المجتمعات تعاني من الانحراف السلوكي و هو : سلوك سئ يصدر من الشخص و يعود عليه و على غيره بالضرر . و هناك العديد من الأسباب المؤدية له سيتم مناقشتها مع ذكر أسباب العلاج المناسبة .


كما ذكرنا ان للانحراف أسباب كثيرة و أعتقد ان أكثر الأشخاص المصابون به يعانون من تفكك أسري و لا أقصد بالتفكك الاسري الأنفصال ، التقليل من شأن الفرد و التوجه إليه بألفاظ غير مناسبة من قبل أسرته يعتبر أيضاً تفكك . و من العواقب الناتجة عن ذلك الانحراف و غيره من السلوكيات السيئة . في بداية الامر قد يكون الانحراف غير ظاهراً    (  أي انحراف الفكر ) و مع مرور الوقت و عدم مداركة الامر قد يصبح الامر خطيراَ على الفرد ذاته و من حوله من الأشخاص .  يعاني الشخص المصاب بالانحراف الفكري بمصارعة  ذاته ، و الخوف ، و التردد من التمرد . و لو يتدارك الشخص المُصاب في هذه الفتره قد تكون احتمالية معالجته للأمر كبيرة جداً .


و لكن غالباً ما يتحول هذا الانحراف الخفي ( الفكري ) إلى انحراف ظاهر متمرد يدمر ذات الشخص و يزعزع دينه ، و هذه أكبر عاقبة  سيئة من عواقب الإنحراف و عادة ما يُصاب الإنسان بالانحراف في عمر الشباب و هي أعز فترة للإنسان و إذا خسر الإنسان شبابه خسر عمره . قد يتأثر المجتمع تأثراً كبيراً بذلك .


مما تستهدف الأمة في أغلى مدخراتها و يتحول شبابها للهدم لا للبناء ، و بذلك تفقد مقومات النمو و التطور لحاضرها ، و عوامل بقائها في مستقبلها . و في هذه الحالة لا يحق لنا ان نشاهد ضياع أشخاص بدون محاولة  صلاحهم ، او تعزيز التوعية التي قد تؤدي إلى هدايتهم و ردهم من طريق خاطئ و مصير مُبهم مليء بالظلام .


 
قد تساعد نشر العقيدة الصحيحة في كافة مجالات التعليم و التوجيه  ( المساجد ، و الوسائل الإعلامية ، و التأليف و النشر ، و نطاقات التعليم ) إلى المساهمة  في مساعدة الأشخاص المصابون بانحراف خفي ، و ذلك بردهم للطريق الصحيح ، و في هذه الحالة قد يقلل من انتشار الأشخاص المصابون بالانحراف بشكل اكبر . الرعاية و الاحتواء من قبل الأهل تلعب دور كبير في معالجة الكثير من المشاكل النفسية و السلوكية و لا سيما الانحراف . قد يكون بيدنا مساعدة الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مختلفة و سلوكيات سيئة  في حياتهم ، و قد يكون بيدنا ايضاً المساهمة في ردهم الى العيش بحياة طبيعية مليئة  بالأمان و الاستقرار . لا يحق لنا أن نظهر لهم المعاملة السيئة بمجرد إنهم أشخاص مائلون عن السلوك الصحيح . كما قال عن النبي – صلى الله عليه و سلم - : ( كل ابن آدم خطاء ، و خير الخطَّائين التوّابون ) بل على العكس يجب علينا مساندتهم و تقديم العون لهم و إرشادهم بكافة الأشكال .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق