الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

المريض النفسي، بين مطرقة الجهل وسندان الرفض !

ضمن أنشطة مادة التحرير العربي، الطالبات:
فاطمة السلمي-  منال الشهري- حصة العبيدي- رقية النهدي
 إشراف الأستاذة أسماء الزهراني
المريض النفسي، بين مطرقة الجهل وسندان الرفض !
          شاركت كلية التمريض هذا العام في اليوم العالمي للصحة النفسية، بفعاليات تقام لأول مرة على مستوى الكلية، ومن خلال الجولة التي قامت بها أستاذات الكلية في مدارس الحرس الوطني، تم لمس ظواهر قادتنا للتساؤل عن مستوى الوعي الاجتماعي العام بالصحة النفسية وما يتعلق بها، وكان أن أجرينا لقاءات واستبيانا على شريحة من الطالبات تناولت الوعي بالصحة النفسية، ومفهومهن حول المرض النفسي وملابساته.
كان لنا شرف اللقاء مع سعادة الدكتورة أمل خليل أستاذة علم النفس الاكلينيكي بكلية التمريض، والأستاذة رانية زاهد محاضرة علم النفس بالكلية، وسعادة الدكتورة أحلام عقيل/ أستاذة الثقافة الإسلامية بالكلية :


مفهوم الصحة النفسية؟؟
دار تساؤلنا الأول حول محور المفهوم العام الصحة النفسية؟
 أجابت الدكتورة أمل: الصحة النفسية بشكل عام هي القدرة على الحب والعمل ( أي حب الفرد لنفسه وللآخرين على ان يعمل عملا بناء يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين )
وعن علاقة الصحة النفسية بالمرض النفسي، بمعنى آخر: هل يتم تعريف الصحة النفسية بأنها مجرد الخلو من المرض النفسي؟
شاركتنا الآستاذة رانية بقولها: الصحة النفسية هي مفهوم عام يختص بكل إنسان،  لا يتوقف عند خلو الفرد من الأعراض النفسية المصاحبة لمرض نفسي،, فقد بينت المنظمة العالمية أن الصحة النفسية حاله يتمتع بها الفرد للتوافق مع النفس والذات والبيئة من حوله وهذه الحالة هي حاله طبيعية او اجتماعيه ( وتتضمن إشباع لحاجات الفرد ومراعاة لمتطلبات البيئة ) كما أن حالة التوافق مع النفس والآخرين هي حاله يشعر بها الفرد بالسعادة والاتزان ويكون قادر على تخفيف ذاته وإمكاناته , ويعيش في سعادة ويتمتع بحسن الخلق مع الآخرين .
إذن من هو المريض النفسي؟
د. أمل: المرض النفسي هو اختلال نفسي وعصبي وعقلي بدرجات متفاوتة، يتصل بأعراض منها كراهية النفس والآخرين والعجز عن الانجاز والركود رغبة في الوصول الى الموت.
وعرفت أ. رانيا المريض النفسي بأنه هو الشخص الذي يعاني من اضطرابات عصابيه ومنها عدم
التوافق مع المحيط الاجتماعي , وعدم مقدرته على تكوين علاقات سواء في العمل أو بين أسرته.
ـــــــــــــــــــــ
الوعي ثم الوعي؟؟
وتوجهنا للأستاذتين بالسؤال التالي : من خلال العمل في مجال الصحة النفسية كيف لمست الوعي العام للصحة النفسية؟
أشارت الدكتورة أمل إلى الربط والخلط بين الصحة النفسية والمرض النفسي والجنون، فمعظم الناس تعتقد أن الصحة النفسية مجال يقتصر على المصابين بالجنون وحدهم، وهذا ما يدعو لزيادة توعية الناس بالفارق بين الأمراض العقلية الذهانية وتلك العصابية (النفسية)، وفي جميع الأحوال حتى الإنسان العادي يتعرض للضغوط ويحتاج لرعاية نفسية في مختلف ظروف حياته وتقلباتها.

يربط الناس بين العلاج النفسي والإدمان فما هو العلاج النفسي وكيف لمست وعي الناس به؟
يعتقد كثير من الناس بأن كل زوار العيادة النفسية هم من المجانين وأن الأدوية النفسية لا فائدة منها وأنها تسبب الجنون وان هذه الأدوية نوع من المخدرات وان تناولها يؤدي إلى الإدمان, وكلها معتقدات خاطئة منتشرة، والعلاج النفسي له عده أشكال منها الادويه الكيميائية، وتراقب من قبل الطبيب ولا تسبب أخطارا مختلفة عن غيرها من الادوية، ومنها طرق غير كيميائية كالاسترخاء والترفيه بالألعاب.
وعن نظرة المجتمع للعلاج النفسي - من خلال مشاركتها في فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية- ، أجابت الأستاذة رانيا زاهد:
إن 80% من المجتمع لا يعرفون من هو المريض النفسي وتنتشر بينهم ظاهرة غياب الوعي وعدم إدراك المفهوم الصحيح للمرض النفسي وبالتالي العلاج النفسي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق المريض النفسي؟
وتساءلنا حول ما يناله المريض النفسي من رعاية صحية في مجتمعه وأسرته وبيئة عمله، كأي مريض آخر...
توجهنا بالسؤال لسعادة الدكتورة أحلام عقيل، أستاذة الثقافة الاسلامية بالكلية، التي ناقشت قريبا رسالتها الدكتوراه بعنوان "أحكام المريض نفسيا وحقوقه في الشريعة الاسلامية والمعاهدات الدولية"، والتي جاءت كدراسة ضافية سدت ثغرة كبيرة في هذا المجال، وكانت مشاركتها:
بالرغم من التطور الطبي والمعرفي الهائل، يهضم المريض النفسي حقوقه الصحية والاجتماعية والمهنية، حتى في المؤسسات الصحية بصفتها أقرب للوعي بوضعه، وللأسف الشديد يحرم المريض النفسي من أهليته للحياة وللعمل بمجرد شيوع خبر عن مرضه، من دون تمييز وضعه وحالته، وتفتقر المؤسسات العلاجية لأدنى مقومات الرعاية والراحة النفسية، كما أنها لا تستوعب كثيرا من الحالات التي تحتاج للحجر الصحي، بسبب خطورتها، ونتيجة لهذا الفقر النوعي والكمي في الرعاية الصحية انتشرت حالات الانتحار والعنف في مجتمعنا المحافظ على سنن القرآن وأحكام السنة. وليست هناك حماية قانونية لحقوق المريض النفسي، المطلوب تفعيل الوعي بحقوق المريض بعامة والنفسي خاصة، وواجبنا تجاهه أسرة ومجتمعا وبيئة عمل.

وللدكتورة أمل خليل دراسة وأبحاث في هذا المجال جعلتها تؤيد هذا التوجه، حين سألناها: من خلال بحثك في رسالة الدكتوراه كيف تجدين الرعاية الاجتماعية النفسية في المؤسسات (السجون-المستشفيات)؟
كما سبق لا يوجد وعى بالعلاج النفسي والرعاية النفسية عامه، ولعل لهذا علاقة بأن اغلب المرضى النفسين يكونون من السجون وتكون حالتهم مستعصية. مجرد إشارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوعي ثم الوعي؟
وسألنا الدكتورة أحلام من واقع رسالتها الدكتوراه، ما نظرتك للخلط بين الأمراض النفسية والروحية، وبالتالي الخلط في علاج المرض النفسي بالرقية وحدها دون ما شرعه الله من أسباب العلاج؟
هذا الخلط هو نتيجة من نتائج قلة الوعي بمفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي، والأعراض النفسية التي يتعرض لها الأصحاء أحيانا، والقرآن دواء لكل داء، لكنه لا يعني الاستغناء عما شرعه الله تعالى من أسباب العلاج، فينبغي أولا عرض من يعاني من أعراض نفسية على الأطباء، والالتزام بتعليماتهم، ولا يتعارض هذا مع الاستفادة من الرقية الشرعية الخالصة من البدع والتزيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن توعية المجتمع بمفهوم الصحة النفسية قالت الدكتورة أحلام:
لعل من البديهي أن يعرف صاحب الحق أولا حقه، أعني المريض النفسي، وهنا ثغرة قانونية وشرعية كبيرة، حاولت في رسالة الدكتوراه أن أقبض على أطرافها، وأحلل حقوق المريض النفسي من خلال التعريف به أولا، وبأنواع المرض النفسي، ومن ثم بيان حقوقه القانونية في مختلف الأصعدة. وهو صوت عسى أن يسمع من أهل الحل والعقد وأصحاب الاختصاص.
وبصفتها متخصصة في الارشاد الاجتماعي، سألنا الأستاذة رانية عن طرق توعية المجتمع بالصحة النفسية ؟
ذكرت الأستاذة بأن هناك نوعان من المرضى النفسيين، الأول هو المقيم في مستشفى الصحة النفسية ، أما الأخر فهو موجود بين المجتمع ويعيش بين أسرته  وانطلاقا من ذلك المحور فأنه يجب على الأسرة أولا متابعته بانتظام والمحافظة على انتظامه على العلاج وعدم تعريضه للضغط النفسي، ويجب أيضا توعية الأسرة بالرعاية الطبية ( الأدوية ) والرعاية الاجتماعية من خلال معاملتهم له . وبذلك يجب توعية أسرة المريض أولا ثم المجتمع من خلال الدورات المستمرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي محاولة للمس مدى الوعي بمفاهيم الصحة النفسية لدى طالبات الكلية، بصفتهن منتميات للمجال الصحي،  أجرينا الاستبيان التالي، وكانت الشريحة عشوائية و تتضمن 40 طالبة:
1- ماهي الفكرة عن المريض النفسي؟؟
قالت المجموعة  الأقل من الطالبات 10 : هو مريض مثل أي مريض آخر يحتاج إلى عناية ومراقبة, يمر بضروف صعبة, عنده مشاكل نفسية يحتاج إلى رعاية نفسية أكثر ومعاملة خاصة, ويعاني من ضغوط نفسية تؤثر في حياتة.
ومجموعة أخرى  25 عرفته بأنه : شخص فاقد عقلة, ومختل عقليا, وعنده اضطرابات عاطفية, إنسان مضطرب ويواجه مشاكل من المجتمع.
مجموعة أخرى 5: لا تعرف ماهية الفكرة عن المريض النفسي.
2-ماهي الفكرة عن العلاج النفسي؟؟
مجموعة من الطالبات عرفنها بأنها: جلسات استرخاء, علاج كيميائي , الحبوب المنومة والإبر.
ومجموعة أخرى قالت: أن العلاج النفسي سئ, ولايوجد علاج صحيح.
مجموعة أخرى: لا تعرف ماهية الفكرة عن العلاج النفسي.
3-هل المريض النفسي صالح لزواج بشكل عام ؟؟
14 طالبات أجبن بنعم
و23 : لا
و3: بحسب نوع مرضه

4- هل تقبلين الزواج بمريض نفسي؟؟
30 : لا...
4 : نعم إذا كان قابل للعلاج...
6 : أرجعوا ذلك لنوع مرضه...
*وتوصلت الطالبات بنهاية هذا الاستبيان إلى أن الجهل بالصحة النفسية كمفهوم عام، والمرض النفسي كحالة مرضية لها أنواع ودرجات، هو متفش حتى في البيئات الجامعية المتخصصة، وأن هذا يدعو لمزيد من التوعية، لا سيما وأن الضغوط العصرية تزيد من عدد المصابين بأعراض نفسية، هم بحاجة لرعاية تحميهم من الوقوع في شراك المرض، ومن ثم لا يجدون المؤسسات الصحية والاجتماعية التي تستقبلهم وتقدم لهم الرعاية والعلاج المطلوبين.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق