الثلاثاء، 12 مارس 2013

التواصل مع المريض




علاقة الطبيب بـ المريض عنصر بالغ الأهمية لممارسة الرعاية الصحية وهي من الأخلاقيات الطبية المعاصرة, وتعتبر شيئا أساسيا في تقديم رعاية صحية عالية الجودة لتشخيص المرض وعلاجه. فالكليات الصحية تعلم الطلاب منذ البداية وحتى قبل أن يعملوا فالمستشفيات، المحافظة على العلاقة القوية مع المرضى وتعزيز كرامتهم واحترام خصوصيتهم.
ومن هنا يجب على الطبيب أن يجعل المريض يثق في كفاءته وأن يشعره أن بإمكانه الوثوق به أو بها. وبالنسبة لغالبية الأطباء فإن إقامة علاقة طيبة مع المريض يعتبر أمرًا مهمًا ,فبعض التخصصات الطبية مثل الطب النفسي وطب الأسرة تهتم  بالعلاقة بين الطبيب والمريض أكثر من غيرها مثل الطب الشرعي. فكلما كانت العلاقة بينهم أفضل , من ناحية الاحترام المتبادل والمعرفة والثقة والقيم ووجهات النظر حول المرض والحياة بشكل عام، تحسنت كمية وجودة المعلومات المرتبطة بالحالة المرضية للمريض, مما يعمل على تعزيز دقة التشخيص وزيادة معرفة المريض حول حالته المرضية. أما عندما تكون هذه العلاقة ضعيفة، فإن مقدرة الطبيب على إجراء تقييم كامل تكون معرضة للخطر او الشك ويصبح المريض أكثر عرضة لفقد الثقة في التشخيص والعلاج ، مما يؤدي إلى مشاكل وتدهورات قد تكون اكبر من المرض . ومن طرق التواصل مع المريض , ليس فقط التحدث معه واقامة حوارات وانما للغة الجسد نصيب كبير فالتواصل مع المريض والاشخاص بشكل عام ,فإن السلوك الجيد للطبيب في وجود المريض يعتبر في العادة أمر يطمئن المريض ويريحه مع الحفاظ على مبدأ الصدق في التشخيص. فالنبرات الصوتية ولغة الجسد والحضور والكتمان في أي موقف ربما تؤثر جميعها على سلوك الطبيب ومن ثم نفسية المريض. فعندما يكون سلوك الطبيب ايجابي كتطمين المريض بان حالته تحسنت او مستقرة مع وجود الابتسامة والتحدث بنبرة مطمئنة , فإن ذلك يحسن من نفسية المريض ويجعله اكتر تفاؤلا مما يؤدي الى التحسن في حالته المرضية والعكس صحيح ، فقد اجريت دراسات كثيرة واكدت بان الحالة النفسية لأي شخص تؤثر سلبيا او ايجابيا على حالته الفسيولوجية والجسمانية . فيجب على الاطباء والممرضين مراعاة اهمية هذه العلاقة بينهم وبين المرضى بكل اساليبها وفنها ,فإن المجال الصحي فن وليس مجرد تطبيق عمل وانهاءه ،وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ((إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه)).فلنتقن اعمالنا , خاصه ما كان بيننا وبين الناس . وكل من يعمل فالمجال الصحي يجب ان يتذكر ان المريض لم يأتي الى المستشفى الا لأنه عاجز ويحتاج للرعاية فلا يزيد المه الما , ويحتسب صعوبة عمله وصبره على المرضى وغيرهم لله, فكل ما هو لله لا يضيع .

أرجوان المحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق