الثلاثاء، 12 مارس 2013

نظرة المجتمع للتمريض السعودي




ملاك الرحمة لقب أطلق على الممرضة منذ زمن بعيد لما تمثله هذه المهنة من ترجمة للمشاعر الإنسانية النبيلة, و لقد شهد مجال التمريض في المملكة العربية السعودية مؤخراً ارتفاعاً في معدل نسبة الممرضات السعوديات داخل المستشفيات الحكومية والأهلية الى حوالي 30,4% حسب آخر إحصائيات لوزارة الصحة, ومع ذلك هناك نظرة اجتماعية سلبية، عنوسة وطلاق، تحرش جنسي، إجهاد نفسي، قلق وظيفي، وهي أبرز ملامح قصص المعاناة اليومية التي تحيط بالممرضة السعودية، وهو الأمر الذي تسبب في ضعف إقبال السعوديات على الانخراط في مهنة التمريض .

تعتبر مهنة الممرضة من المهن التي اعتاد المجتمع السعودي أن يرى ممارساتها من غير السعوديات، ولم تقتحم السعوديات هذا المجال إلا في الآونة الأخيرة، ومع تحقيق بعض الإنجازات إلا أن نظرة المجتمع السلبية في مجملها لمهنة التمريض قد تعود بتلك الإنجازات إلى المربع الأول؛ حيث يرى الكثير من السعوديين أن عمل المرأة كممرضة يتعارض مع الدين والعادات والتقاليد، وأن الممرضة في نظر البعض ليست إلا "خادمة" وهو ما لا يليق بالسعوديات، الأمر الذي ساهم في تعميق النظرة السلبية للمهنة . ومازال البعض ينظر للممرضة السعودية على أنها تبدي خجلا في تأدية مهامها الوظيفية وضعف كفاءة في تحمل المرضى وضغط العمل, بالإضافة الى قلة الخبرة والتي تعود في أغلب الأحيان الى إقصاء الممرضة السعودية عن قلب الحدث بسبب تخوف الممرضة الأجنبية من أن تأخذ الممرضة السعودية مكانها بعد أن تتدرب على يدها, فيتم تكليفها بأبسط المهام التي لا تضيف لخبرتها الكثير، وفي الغالب يتجه ارباب العمل وإداريي المستشفيات الى سياسة التعاقد مع طاقم تمريض من دول أخرى وان كانت ذات كفاءة ومستوى تعليمي وتدريبي اقل وذلك لقلة راتبها بالمقابل براتب الممرضة السعودية فممرضة سعودية يقابلها ثلاث ممرضات أجنبيات من جنسيات سريلانكية او فلبينية او هندية او بنجلاديشية, ما يحد من تطور قدرات الممرضة السعودية نتيجة الخلل غير العادل عند التكليف وتوزيع المهام، حيث يقع التركيز على الممرضة المتعاقدة وتقع الممرضة السعودية في مهام الاستقبال والأعمال المكتبية وهو الحال الذي يجعلهم يظهرون في صورة منخفضة الإنتاج والأداء والخبرة إذ كيف تكتسب السعودية الخبرة وهي لم تعط الفرصة لتكتسبها ، وسندور في حلقة مفرغة من عدم الخبرة والكفاءة . ومما يثقل على الممرضة السعودية ويزيد عليها الهموم النظرة الدونية التي ينظرها المجتمع السعودي لها , و المضايقات والاعتداءات اللفظية و البدنية التي تتعرض لها من قبل المرضى وذويهم وساعات العمل الطويلة والمناوبات الليلية والتي تبعدها عن ذويها ومجتمعها و تجعلها وكأنها سجينة في قفص المهنة.



لذلك هناك عدة توصيات لهذة المهنة :
تحديد مهام الممرضة عن طريق وصف وظيفي يتناسب مع طبيعة الممرضة في كل مكان عمل، وتستخدم كمرجع للممرضة . أن يتاح الخيار للممرضة السعودية للعمل بنصف دوام وبنصف راتب . توزيع الممرضات السعوديات في المستشفيات على الأقسام النسائية . أن تكون المناوبة الليلية من نصيب الذكور في أقسام الذكور , والإناث  في أقسام الإناث . ضرورة توفير وسيلة مواصلات أثناء الحاجة للمناوبة الليلية، وإعطاء يوم راحة بعد المناوبة الليلية . احتساب الاوفرتايم للمناوبات الليلية وزيادة الحوافز المادية للممرضات . صرف بدلات إضافية لمن يعملن في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وأقسام
العدوى والجراحة . على من تكون في موقع قيادي كالهد نيرس مراعاة الظروف الاجتماعية والتعامل معا بما يتعارف علي كحالات الوفاة والمناسبات العائلية كالزواج وما الى ذلك وعدم معاملة الممرضة السعودية كالأجنبية في حالة هذه الظروف الطارئة . فتح حضانة لأبناء الممرضات السعوديات للذين لديهم أطفال رضع وتحتاج لان تكون على مقربة منه . سن قوانين صارمة في حالة حدوث أي تجاوزات او اعتداءات على الممرضات من المراجعين , أو العاملين في المستشفى , أو الأطباء للحد من ظاهرة العنف ضد الممرضات السعوديات ووضعها في أماكن بارزة يضطلع عليها المراجع .
وفي النهاية الممرضة السعودية كغيرها من الممرضات يجب تغيير نظرة المجتمع السلبية وتشجيع الفتيات السعوديات على اكمال المسيرة والنهوض بهذة المهنة الشريفة كيف يرتقي المجتمع والبلاد .
  


 ابتسام بدر اليحياوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق